
يخّيل للمرء للوهلة الاولى ان مصطلح الشافي يرتبط بمشفى او مركز صحي .. ولكن لدى التدقيق في الامر نكتشف ان الامر يتعلق بجمعية (وفاء الشافي) غير الربحية التي تحتضن تحت مظلتها كلية المدير العام (الشافي) وغيرها في القدس.. وهي مؤسسة تعليمية نشطة تملك رؤية مستقبلية في تقديم خدمات تعليمية وتأهيلية لنخبة كبيرة من ابناء وبنات القدس الذين يرغبون في بناء مستقبل واعد . باشر المؤسسون في وضع حجر الاساس المتين للكلية المقدسية بما تحمله الكلمة من معنى.. والتي تعمل على تقديم خدمات التأهيل المهني والاكاديمي والتوعوي لفئات متنوعة من ابناء شعبنا المثقف الواعي وتحقيق اهداف الجمعية من خلال كلية المدير العام .
ونجح المؤسسون بعد عناء وتحدي بالحصول على جميع التراخيص اللازمة للعمل بصورة قانونية بسواعد مقدسية من حملة الشهادات العلمية وذوي الخبرة في الادارة والنظرة الثاقبة لاحتياجات المجتمع وتقديم خدماتهم تطوعا دون مقابل فما يحّركهم هو انتمائهم لشعبهم ورغبتهم في تطويره والرقي به . وتهدف الكلية الى فتح ابواب الرزق الشريف للجميع باختلاف مستوياتهم الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية ومحاربة البطالة والفقر والعوز وذلك من خلال التعاون والتنسيق مع العديد من المؤسسات العامة والخاصة في القدس وضواحيها .
وتطورت كلية الشافي على مر السنين بالتفاف مؤسسيها حولها والنجاحات التي حققها طلبتها في التعليم وايجاد سوق العمل المناسب وتمكنت من الاستمرار في مسيرتها والمضي قدما .. فبنت العديد من البرامج التعليمية المرخصة من قبل وزارة التجارة والصناعة والعمل الاسرائيلية واعترافات من مؤسسات اكاديمية دولة بهدف الحصول على شهادات معترف بها .. وابرز شعارات الكلية هو( التعلم من اجل العمل ).
وحفّز النجاح المتواصل الذي حققته (الشافي) لتطوير مسارات التعليم المختلفة التي تتناسب مع احتياجات الطلاب وقدراتهم ورغباتهم ومستوياتهم ، فلم تقتصر هذه المسارات على الشباب فقط بل امتدت لتشمل ذوي الاحتياجات الخاصة بدء من السيدات اللواتي كان القدر اقوى منهن عندما فقدن ازواجهن وكن بحاجة الى مصدر رزق يكفيهن اللقمة الحلال .. فوجدن في (الشافي) مسارا تعليميا خاصا مرورا بالسيدات اللواتي كن عرضة للانفصال عن ازواجهن .. فحصلن على الدعم في مسار تعليم مناسب كذلك .
وحظي الشبان والصبايا من ذوي الاحتياجات الخاصة بالمحطة الثانية في الكلية بعد ان سّدت امامهم السبل .. ففتحت (الشافي) ذراعيها وقدمت التعليم والعمل وفتحت لهم ابواب الامل في حياة كريمة . ولم تتجاهل (الشافي) العاملين والعاملات في مجالات الحياة المختلفة .. فبنت برامج تعليمية مناسبة تصقل خبراتهم وتمكنهم من تطوير قدراتهم على العمل والحصول على شهادات تجعلهم ينافسون في سوق العمل . وعلى هذا الاساس تطورت المساقات في الكلية لتناسب الجميع وفق ميولهم بواسطة البرامج التعليمية والمهنية والحرفية والاكاديمية . وجهدت الكلية بمتابعة سوق التعليم والعمل .. فكان هناك مساق تعليمي في كل عام جديد ينافس كبرى الكليات في المنطقة من حيث المختبرات والتجهيزات المادية والمسؤولية الاكاديمية .
ومسارات (الشافي ) تمر في عالم التربية وتأهيل مساعدات ومربيات للاطفال في عمر الطفولة المبكرة درجة اولى وثانية الى جانب مسار خاص لمربيات ذوات الخبرة والمحاسبة بدرجتيها الاولى والثانية وتخصص الكهرباء بدرجاته المختلفة مساعد ومؤهل ورئيس والتجميل ومساراته التي تغطي مجالاته المتنوعة برعاية اكبر دور التجميل في العالم وتشمل : اخصائيات في علاج البشرة وتصفيف الشعر والمكياج بانواعه وبناء الاظافر ومسار فنيي اجهزة المراقبة والتحكم والانذار وفنيي تركيب وصيانة الغاز ودورات استكمال متنوعة بالاضافة الى تعلم اللغة العبرية بمستوياتها المختلفة .
كلية المدير العام ( الشافي ).. تكرس خدماتها التعليمية لكل مقدسي . وتشفي غليلكم في التحصيل العلمي .. ولا تتوانى عن ايجاد فرصة العمل وفتح ابواب الرزق والحياة الكريمة لكم .. الكلية فخورة بانجازاتها على مدى السنوات الماضية التي توجت بخريجيها الذين يشقون طرق الحياة ويحققون ذاتهم .