
“هل مريم تهكير لجهازك بتصريح منك؟ ”
رناد وعري
13-8-2017
أقل من أسبوع وأثارت ” مريم – Mariam” جدلاً واسعاً، فقد صنفها العديد من الأشخاص ضمن قائمة الألعاب المرعبة، وآخرون ربطوها بالجن، فما حقيقتها؟ وما الأثار التي ترتبت عليها؟ وهل هي النسخة العربية من لعبة الحوت الأزرق؟
شاشة بالأبيض والأسود وفتاة شاحبة تعرفك بذاتها وتسألك عن اسمك ثم تطلب مساعدتك في البحث عن منزلها، وتصفك بقاسي القلب إذا ما خذلتها. وفي حين قبلت مساعدتها تختارا طريقاً للوصول للمنزل وتسألك إذا ما كنت تراها لطيفة أم مخيفة. لتفاجئك بعدها بأصوات صراخ وما شابه لتنفي لك لطافتها ربما.
عقب ذلك تبدأ بسؤالك إذا ما كان الاسم الذي أدخلته هو اسمك الحقيقي وتتوالى بذلك لتطلب منك رؤية أهلها، كما وستنوه لك أنها ليست الحوت الأزرق ولن تدعوك للإنتحار.
بعيداً عن الأسئلة التي قد تطرحها عليك سواء سياسية أو شخصية أو حتى الضحكات المختلفة التي قد تصدرمن التطبيق، المشكلة تبدأ عندما تهديك روابط وتطلب منك سماعها، أو حين تطلب منك نشر التطبيق فيكون الشرط “يرغب مريم في فتح الـ “WhatsApp” هنا قد يتم اختراق جهازك بمجرد الموافقة، وقد تسحب ملفاتك ووجهات اتصالاتك.
مريم كغيرها من التطبيقات ولا علاقة لعالم الجن بها ! الفكرة هي كامنة بسحب ملفاتك لا أكثر ولا أقل.
مطور اللعبة المبرمج المعتمد في البحوث الإصطناعية السعودي سلمان الحربي تم اتهامه بالعميل الإستخباراتي اسرائيلي-روسي، ورداً على ذلك كما ورد في عدة مقابلات تمت معه أشار أن اللعبة تطلب الاتصال بالانترنت كشرط للبدأ، وأكد أنها ستعمل لاحقاً بدون انترنت، أما عن المعلومات الشخصية التي تطلبها سواء من اسم أو عنوان فقد اوضح أن الهدف منها هو لإتمام الحديث داخل القصة معك بطريقة واقعية ، مع أنه نوه كذلك الأمر أن باستطاعته أن يحدد العنوان بطرق أخرى وبدن إذن من المستخدم. كما أشار أن الأسئلة السياسة التي طرحت وخاصة عن دولة قطر والتي تواجه هجمة مقاطعة كبيرة من قبل دول عربية مختلفة ما هي إلا نزوة لا أكثر ولا أقل ولا هدف سياسي من ورائها. كما أن المعلومات والإجابات التي جمعت لن يتم الإطلاع عليها من قبل أي جهة، أما رداً على ما تداول عن كونها النسخة العربية من الحوت الأزرق فقد نفاه كلياً.
موجة الجدل والتحذير من اللعبة بالرغم من كونها عادية كما وصفها البعض نبعت من الخوف الكامن وراء احتمالية تشابهها مع لعبة الحوت الأزرق والتي تركت خلفها العديد من الضحايا من فئة المراهقين على وجه التحديد، وإن كان غالبيتهم في العالم الغربي وفي روسيا على وجه التحديد والتي كانت هي البلد الأم للحوت الأزرق.
تحدي الحوت الأزرق
هي لعبة إلكترونية تتكون من 50 مهمة، تستهدف المراهقين بين( 12-16 عاماً) ، يُطلب من مستخدمها نقش الرمز التالي “F57” أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلاً،بعد ذلك يُعطى الشخص أمراً بالاستيقاظ في وقت مبكر جداً، ليصل إليه مقطع فيديو مصحوب بموسيقى غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة. وتستمر المهمات التي تشمل مشاهدة أفلام رعب والصعود إلى سطح المنزل أو الجسر بهدف التغلب على الخوف.
ويجب على اللاعب في منتصف المهمات، أن يجري محادثة مع أحد المسؤولين عن اللعبة لكسب الثقة والتحول إلى “حوت أزرق”. تتوالى الطلبات حتى يُطلب من الشخص ألا يكلم أحداً، ويستمر في التسبب بجروح لنفسه مع مشاهدة أفلام الرعب، إلى أن يصل اليوم الخمسون، الذي يٌطلب فيه منه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين، ومن لا ينفذ الأمر يتم تهديده بالقتل مع أفراد عائلته .
وبما أن تطبيق مريم قد نوه أنه لا يشبه الحوت الأزرق فقد ارتاب الشك الكثيرون في نوايا “مريم ” خاصة عقب وجود ضحايا للحوت الأزرق منها سجلت حالة لطفلة سعودية خلود سرحان العازمي (12 عاماً).
وكان الروسي فيليب بوديكين (21 عاماً) قد اعترف بالتهم الموجهة إليه من تحريض 16 تلميذة على الأقل لقتل أنفسهن من خلال المشاركة فى جنون وسائل التواصل الاجتماعي التي يطلق عليها اسم تحدي الحوت الأزرق، كما ووصف بوديكين ضحاياه بأنهم كتنوا “مجرد نفايات بيولوجية، وأنهم كانوا سعداء بالموت، وأن ذلك كان تطهير للمجتمع”.
القضية ليست قضية مريم أو الحوت الأزرق، بقدر كونها قضية السير وراء العالم الرقمي المجنون، والذي قد شكل بيئة خصبة جداً للإبتعاد عن الواقع والإنعزال، الأمر الذي شكل آثاراً سلبية عديدة خاصىة على فئة المراهقين، وكان أستاذ علم النفس بجامعة الكويت الدكتور خضر البارون قد أكد في مقال له ” أن المراهق يحب الإثارة، ويبحث عن كل ما هو جديد ومثير، بالإضافة إلى تقمصه لشخصية البطل في أي لعبة، إلى درجة الوثوق بهذه الشخصية وتنفيذ أوامرها والالتزام بتعليماتها، ضاربا مثلا على ذلك، بلعبة البوكيمون التي جعلت من يلعبها أن يدخل بيوت الناس من دون إذن، وبناء على أوامر من شخصية إلكترونية وهمية”.
وعليه فإن الدور الأهم هنا يعود على أولياء الأمور، الذي يقع على عاتقهم متابعة أبنائهم المراهقين منهم ، حتى لا يكونوا سلعة لتجار الموت.