متاهة الانتخابات لبلدية القدس الاسرائيلية

القدس – حاتم خويص

يسعى مقاولو الاصوات الانتخابية لتشجيع العرب الفلسطينين بالقيام والخروج الى صناديق الاقتراع لبلدية القدس الاسرائيلية, كيف لا وهنالك حرب طاحنة بين المتنافسين على الصوت الاسرائيلي. الفلسطيني يعامل كسلعة ليس الا والترويج يتم عبر مقولة ” انكم لا تحصلون على ميزانيات ايها العرب صوتوا وسنساعدكم.

منذ احتلال القدس عام 1967 جلبت اسرائيل لنفسها مربع جغرافي شرقي ونزعته عن محيطه الفلسطيني بسلخ المربع وسكانه كمقيمين بلا جنسية بلا حقوق مع واجبات. تعاقبت الحكومات المتتالية على هذا النهج, بلدية القدس الاسرائيلة برئاسة تيدي كولك كانت تبني استراتيحياتها بالقدس الشرقية بطريقة اطفاء الحرائق ليس الا ولم يكن هنالك استرايتيجة او ميزانية خاصة للعرب بالقدس.

صراعنا بالقدس الان ليس الميزانيات فقد تأقلم الفلسطينين على شح الميزانيات بكافة نواحي الحياة ضراوة وقساوة الحياة بمراكز الاكتظاظ التي تحتضن 350 الف مقدسي, مشكلة المقدسيين هي بتوفير المساحات القابلة للبناء فمن سيأتي بهذا الحل ؟؟؟

لن تجد حكومة اسرائيلية ولا رئيس بلدية او ائتلاف بلدي من اقسى اليسار ليمينه سيحقق الرغد وهذا الامر حتى لو صوت الـ 220 الف مقدسي اصحاب حق التصويت وفق القانون.

الحكومة والبلدية بصوت واحد يغدقون القدس بميزانيات ضخمة لخدمة المرحلة الأخيرة من السيطرة على القدس الشرقية, توحيد وشرعنة الضم وكأنما يدفعون مهر السبية التي أختطفت بإتفاقية اسلو اللعينة ويعلنون الزواج الشرعي منها.

بالقدس هنالك اجماع وطني!!!

نعم هنالك اجماع وطني على عدم الدخول في هذا المعترك والابتعاد عن وهم الميزانيات وتلقي خدمات افضل اذا وجد عرب داخل المجلس البلدي, لو فرضيا وجد عرب سيكونون محط ازدراء وتخبط مثلما هو الحال مع النواب العرب بالكنيست بمعادلة مختلفة الاضلاع والنتيجة واحدة. الحالة السياسية بالقدس تختلف لانها شطر محتل وفق القانون الدولي الذي لا توليه اسرائيل حاليا اي اهتمام ومع شرعنة الاحتلال سيكون هنالك فرض امر واقع بمشاركة مقدسية بتذليل العقبات امام الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.

ما هي الحلول امام التمثيل الفلسطيني بالقدس, اي استراتيجية موجودة للعمل على صد هذه الهرولة بتمرير السياسات الظاهرة والدفينة؟

الاحزاب السياسية الاسرائيلية بمعضلة جسيمة

اصوات المتدينين تشكل قرابة 35% وهي محسومة داخليا للاحزاب المتدينة التي ستنتهز الفرصة للسيطرة على الملفات والميزانيات الرئيسية, القوائم الاخرى اليمينية واليسار تتنافس على 35% من الاصوات اما العرب الذين يشكلون 30% من سكان القدس هم حلبة الصراع والشد والجذب امام القوائم الاخرى المتنافسة.