
إنقاذ حياة مريض في كلاليت بفضل يقظة أخصائية الأنف والأذن والحنجرة في المركز الطبي زفولون
وصل مريض يبلغ من العمر 38 عاماً إلى قسم الأنف والأذن والحنجرة في كلاليت في المركز الطبي زفولون يشكو من أعراض تبدو للوهلة الأولى أعراض التهاب حاد في الاذنين. ولكن الدكتورة صوفيا نميروفسكي أخصائية الأنف والأذن والحنجرة التي قامت بفحصه تنبهت لحقيقة أن المريض، إضافةً للالتهاب الحاد في الأذن الوسطى في كلتا الأذنين، يعاني كذلك من حمى شديدة تزيد عن 40 درجة مئوية – وهو عرض غير شائع لشخص بالغ. من خلال فحص مخبري سريع اجرته في العيادة، تبين ان تعداد كريات الدم البيضاء لديه مرتفع بشكل كبير، الأمر الذي يدل على وجود التهاب حاد. بناء على ذلك اشتبهت الطبيبة بوجود مضاعفات مهددة للحياة لالتهاب الاذن الوسطى وأصرت على أن يتوجه بسرعة إلى غرفة الطوارئ العامة في مستشفى الكرمل، وليس لطوارئ الأنف والأذن والحنجرة فقط، وذلك من اجل استبعاد اصابته بمرض يتعدى منطقة الاذنين.
في المستشفى تبين أن شكوك الطبيبة كانت صحيحة وأن وضعه الصحي شكل خطراً على حياته نتيجة التهاب جرثومي في أغشية الدماغ (التهاب سحايا جرثومي)، نجم كما يبدو عن تفاقم حالة التهاب الاذن الوسطى التي عانى منها.
تم ادخال المريض الى المستشفى ليومين من العلاج المكثف ثم أكمل العلاج في قسم الأعصاب التابع لمستشفى الكرمل وتم انقاذ حياته. طاقم القسم تابع حالة المريض، وفي حديث هاتفي أجرته نعاما بن زكين الممرضة المسؤولة في قسم الأنف والاذن والحنجرة في زفولون مع المريض بعد تسريحة إلى منزله، أخبرها بأن الاطباء الذين عالجوه في المستشفى أخبروه بأنه حضر إلى المستشفى في اللحظة الأخيرة وأن حالته كانت شديدة الخطورة. وعبّر المريض عن شكره وامتنانه للطبيبة التي بفضل مهنيتها ويقظتها تم انقاذ حياته. طاقم القسم في زفولون يدعو إلى رفع الوعي لدى الجمهور بأهمية التعامل بجدية مع التهابات الاذنين الحادة، واهمية اجراء الفحوصات والحصول على علاج، بسبب مضاعفاتها المحتملة التي تشمل التهاب السحايا الجرثومي.
توّضح الدكتورة صوفيا نميروفسكي، أن التهاب أغشية الدماغ (السحايا) هو مرض التهابي للأغشية الرقيقة حول الدماغ وينجم عن تلوث جرثومي أو فيروسي أو فطري.
التهاب السحايا الجرثومي يمكن أن يكون أولياً كما في التهاب السحايا الناجم عن جرثومة المكورات السحائية، أو ثانوياً كما في التهاب السحايا الناجم عن انتشار الالتهاب من مصدر تلوثي آخر، مثل: التهاب الأذن الوسطى، التهاب الجيوب الأنفية وغيرها.
كان التهاب السحايا في الماضي نتيجة مضاعفات التهابات الأذن الوسطى، شائعاً وخطيراً جداً ونسبة الوفاة بسببه عالية.
اليوم وبعد وإنتشار الطب الحديث في الدول المتطورة، أصبح التهاب السحايا نتيجة مضاعفات التهاب الاذن الوسطى أمراً نادرًا جداً، خصوصاً لدى البالغين، الا انه ما يزال خطراً ويمكن أن يتسبب بالموت.
يعتمد التشخيص على الأعراض السريرية، مثل: الصداع القوي جداً، الحمى الشديدة، تصلب مؤخرة الرأس، القشعريرة، الغثيان، التقيؤ، الهذيان، إضافةً إلى الفحص المخبري، كفحص البزل القطني (LP) وفحوصات أخرى.
التشخيص المبكر والعلاج السريع يحسنان كثيراً من فرص العلاج.