
تعتمد اسرائيل منذ عقود على قوتها الاقتصادية المتمثلة بامتلاكها شركات للسلع الغذائية تنافس شركات عالمية، بغض النظرعن الضربات التي تلقاها الاقتصاد الاسرائيلي في مراحل مختلفة، الا أن هذا كله لا يمنع حقيقة أنها في كل حالات المد والجزر، قادرة على لوي ذراع الشركات الفلسطينية عبر شركاتها الاقتصادية التي امتدت فروعها الى عواصم مختلفة في العالم.
فهناك عدد كبير من الشركات الاسرائيلية التي تصنّع السلع الغذائية والمواد بكل أصنافها تُغرق الأسواق الفلسطينية ، ومن بين هذه الشركات شركة “تنوفا”، وهي من أكبر شركات الألبان التي تتمتع بحصة سوقية مهمة وأساسية في سوق منتجات الألبان ، أي أنها تسيطر على اجمالي 70% من السوق المحلي، فضلاً عن امتلاكها لخط إنتاج للبيض واللحوم والدواجن.
انطلقت شركة تنوفا تحت شعار “تنوفا في كل بيت طيب ” بإعتبارها من الشركات الرائدة في البلاد لتصنيع الألبان،وهي أكثر الشركات مبيعًا وتسويقًا للمنتجات في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية والقدس.
وعندما قمنا بدراسة سألنها فيها الشارع المقدسي عن سبب اختيارهم شركة “تنوفا” علمًا أن هناك بديل فلسطيني متمثل بأربعة عشر شركة فلسطينية، منها ثلاث شركات متقدمة في حصص الانتاج،
وهم ( مصنع ألبان حمودة ، وألبان الجبريني، وألبان الجنيدي) ، حيث استطاعت هذه الشركات في الآونة الأخيرة أن تتمتع بجودة منافسة مقابل منتجات شركة تنوفا، بالأخص بعد أن عملت على زيادة الأصناف المصنعة فيها وتحسين جودتها.
الا أنه ردّ المعظم كان في أن السبب الحقيقي لاختيارهم شركة “تنوفا” يعود الى الشك المعتاد الذي تداولته الأجيال حول نظافة المنتجات الفلسطينية وجودتها، علمًا أن أكثر المصانع الفلسطينية كانت تعتمد على 82% من الحليب الاسرائيلي في التصنيع ! وفي عام 2016 بدأت المصانع الفلسطينية استخدام حليب من انتاج فلسطيني .
ماذا يستفيد المستهلك في القدس من تنوفا؟
على المستهلك الذي يفضل منتجات “تنوفا” أن يسأل نفسه ، “ماذا استفيد من شرائي لتنوفا” ؟
” ماذا تقدم لي تنوفا كمردود اجتماعي مقابل اختياري لمنتجاتها” ؟.
فحق على أي مستهلك أن يتلقى مردود اجتماعي الى جانب شرائه المنتج لأن خذا الجمهور له حصة من أرباحها، ولأنها تعمل مع جمهور معين له حصة من أرباحها، و بما أن الجو العام مُهيأ ومترجم بأن شركة
” تنوفا” شركة تعاونية تخدم المجتمع وتعمل مع الجمهور وتتوجه إليه بالشؤون الخدماتية ، لكن ما هذه الا صورة ضبابية غير واضحة تخفي حقيقة كونها شركة هدفها دفع المستهلك الى شراء المنتج، أي الاستفادة من المستهلك دون إفادته، و دون تقديم فعاليات تخدمه وتخدم المجتمع، خاصة في مدينة القدس و مناطق الضفة الغربية بشكلٍ عام .
على الرغم من تطور الشركات الفلسطينية ، وتوسع دورها المجتمعي ، الا أن حصة السوق الفلسطيني للألبان أقل من نسبة شركة تنوفا المتقدمة دائمًا بنسبها أمامهم.
ويبقى السؤال مفتوحًا هنا
“ما مدى عمق الإنتماء للمنتج المحلي”؟!
ملاحظة : الصورة التوضيحية منقولة من صفحة عرب 48